عُرف عنه الإخلاص والوفاء، يدين بالولاء للوطن ومواطنيه. دخل معترك السياسة باكراً. واكب وعاصر رؤوساء وزعماء سياسيين وأدباء بارزين فكان محطَ إعجابهم وتقديرهم. هو رائد من رواد السياسة الحقيقيين في لبنان، ينطق بصوت الحق والضمير. يترفع عن الأطماع الرخيصة والمآرب الضيقة. يناضل في سبيل العروبة من انتماء لبناني هويته عربية. هو محسن دلوّل (أبو نزار)، عندما تجالسه تجد نفسك في حضرة تاريخ حافل بكل ما للكلمة من معنى. فهو رجل فكر وعلم وثقافة. حياته السياسية مليئة بالمواقف والتحديات والنجاحات. في كتابه هذا وهو الثاني عشر في سلسلة إصداراته تجد شيئاً من سيرته الذاتية، وتقييمه ونقده للحرب الأهلية اللبنانية، وأحاديث مسهبة عن المدرسة الجنبلاطية، وعن الصيغة اللبنانية، من الجمهورية الأولى إلى الجمهورية الثانية وعن رؤيته للجمهورية الثالثة المفترضة. وتجد فيه أيضاً استنكاراً لمواقف قادة وسياسيين لبنانيين وعرب، ومواقف له من القضايا الوطنية والقومية ومن الأزمات التي يتخبط بها لبنان. ورأيه في السياسة والثقافة وفي العلاقة بينهما. كما ويتضمن هذا الكتاب فصلاً خاصاً يعكس طبيعة العلاقة بين محسن دلوّل (أبو نزار) وأهله ورفاقه التي تميّزت دائماً بالحب والوفاء.
قدم الوزير والنائب الأسبق "محسن دلول" لكتابه هذا بمقدمة ومما جاء فيها: "لقد منحتنا الحياة كل ما هو رائع وجميل، وأعطتنا الأسلوب الصحيح لندرك مدى فهمنا للأشياء. وبات الواجب علينا أن نجيب على أية أسئلة تواجهنا في سلوكنا وممارساتنا العامة واليومية، وأصبح بمقدور الإنسان أن ينظر إلى الحقائق معرّاة كما هي بدون مداهنة وبدون مواربة، ومنحتنا الطبيعة وتطوّر نمط الحياة الوسائل التي نقدر معها أن نتفوق على ظواهر عديدة وملتبسة تحيط بالكون. ينبغي علينا أن نعرف أو أن نتحلى بالمهارة لاستخدام هذه الوسائط بالفاعلية القصوى.
والواقع أن كلاً منا يتمتع على العموم بحدس يجب صهره حتى يلامس حدود التنبؤ بالأشياء الصحيحة...".
يضم الكتاب مقالات وحوارات وكلمات تشكل سجلاً تاريخياً حافلاً من تاريخ لبنان والمنطقة.. وأكثر من سيرة رجل سياسة ووطن هي كما أرادها محسن دلول "أوراق من تاريخ قال... وقالوا فيه...".