نستخلص من الكتاب روح الكاتب في إشاراته إلى "الصيغة الديموقراطية اللبنانية التي بادر الموارنة إليها، وهي التي صنعت مناعة لبنان، وحصنته ضد وباء الانقلابات العسكرية التي تفشت عربياً، وأقامت نظماً من الحكم ديكتاتورية أحادية أطبقت على شعوبها بالاستبداد والخوف".
وسأل: "لماذا نجد في لبنان وحده من دون سائر الدول العربية رئيسًا سابقًا للجمهورية يوجد مع الرئيس الذي انتخب بعده، فيما الرؤساء يتأبدون في المواقع الرئاسية في البلدان العربية؟ لأن نظام لبنان الموارنة السياسي تمسك بمبدأ التناوب على السلطة وتداولها. هناك علامة فارقة على جبين لبنان الموارنة ألا وهي أن دستور لبنان هو الدستور الوحيد في البلدان العربية الذي لا ينص على دين معين للدولة، لا المسيحية ولا الإسلام. والمقاومون للاحتلال الإسرائيلي في لبنان كانوا مسيحيين ومسلمين".
وقال نعمان: "العنوان ليس مديحاً للموارنة، هو صرخة من موارنة اليوم الذين نسوا تاريخهم وأصولهم".
أضاف: "لا أريد أن أقول إن لبنان للموارنة، بل العكس الموارنة للبنان وللشرق. لكن العنوان موضوع قصداً حتى يصدم الضمائر، ضمائر الموارنة، كل الضمائر التي لا تعرف قيمة لبنان الديموقراطي الحر المسالم الذي يحب التقدم حضارياً وإنسانياً، والذي همه الوحيد أن يعطي فرصة لكل انسان يحب أن يتقدم بإنسانيته وأن يبني حضارة ويحولها مثالاً لكل دول الشرق التي لم تعرف حتى اليوم كيف تخرج من جاهليتها والتي تغرق في مشكلاتها الأساسية