في هذا الكتاب تنضح ملامح الجدليات الفكرية القديمة و الحديثة في سياق بحث المؤلف عن جوهر الأزمة اللبنانية في اطار مسألة الوجود الللبناني التي في جوهرها يكمن الابداع في المسموح و المكتوب.
انه البحث في في قصور الكيان اللبناني الراهن حتى في مفهوم نهائيتهة أي فكرة الاوطن النهائي لجميع أبنائة, عن تجسيد روح الوجود اللبناني فليس حتى الان تطابق بأي درجة من الجدية الصارمة بين الفكرة الكيانية و الفكرة الوجودية اي بين الجسد و الروح في المتخيل الأبعد و ربما الأصلي.
يستمد الكتاب جدليته من تجربة مديدة و فريدة امتدت طوال قرن من الزمن و ما زالت تتلمس خطى مسارها الاصلي في مسالك وعرة انها ليست تجربة طارئة او واحدة بل هي نقطة التقاء بين ظلال الماضي و حضور الحاضر و امكانيات المستقبل.
انه نوع من المراجعة في فهم القضايا الأساسية للوطن و الشعب و الدولة من منطلق ان عدم مراجعة الفهم او اعادة الفهم لمعنى الماضي من شأنه ان يغلق امكانية التاريخ ذاته بمعنى ان الماضي لا يصبح ماضياً ما لم تنشأ ارادة عامة و موثوقة لجعله يمضي و يفتح الطريق الى حياة جديدة.